المنتدى المسيحى للبحوث
أهلاً بك زائرنا الكريم
نعمة ربنا يسوع المسيح تشملكم
نتمنى أن تكون مفيداً ومستفيداً فى هذا المنتدى الذى تم عملة خصيصاً للبحوث الدينية والعامة ...

مدير المنتدى /// ديفيد طلعت
أبروشية أسيوط
المنتدى المسيحى للبحوث
أهلاً بك زائرنا الكريم
نعمة ربنا يسوع المسيح تشملكم
نتمنى أن تكون مفيداً ومستفيداً فى هذا المنتدى الذى تم عملة خصيصاً للبحوث الدينية والعامة ...

مدير المنتدى /// ديفيد طلعت
أبروشية أسيوط
المنتدى المسيحى للبحوث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هذا المنتدى هو منتدى مسيحى يهدف إلى بناء الخلفية الثقافية والدينية فيما يخدم الحياة الروحية للإنسان المسيحى المقود بعمل الروح القدس والمجاهد فى طريق حياته الأبدية ... نرجو التوفيق للجميع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحث عن اللغة القبطية 194036632694289305

 

 بحث عن اللغة القبطية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
medhat monir




المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 03/09/2010

بحث عن اللغة القبطية Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن اللغة القبطية   بحث عن اللغة القبطية Emptyالإثنين 6 سبتمبر 2010 - 19:08

اللغة القبطية
+ مقدمة
+ تدلنا دراسة تاريخ اللغات على أن اللغة كانت تزدهر تبعا لازدياد حضارة شعبها و ينحط شعبها و ينحط شأنها إذا ما صادف الشعب انحطاط أدبى أو سياسى .
و لم يكن لأية لغة فى بدء نشأتها قواعد نحو أو معاجم بل المعروف أن هذه القواعد و المعاجم كانت توضع حينما كان يخشى على أصول اللغة من أن يصيبها تغيير سواء بدخول لغة أجنبية إلى البلاد أو بانحطاط العلوم أو كما يحدث غالبا فى فترات الركود الأدبى أو العلمى أو السياسى .
و تاريخ نشوء أية لغة يدل على انه يتوارثها الخلف عن السلف بالسماع و التلقين فإذا كانت من اللغات التى تكتب تلقن الناشئ من والديه ألفاظها صحيحة و قواعدها سليمة ثم يتعلم طريقة كتابتها و قراءتها غير انه مع مرور الزمن و اختلاط الشعوب مع بعضها سواء كان هذا الاختلاط ناشئا عن نشوب الحرب أو من المعاملات التجارية تدخل ألفاظ غريبة على اللغة فتكون لغة التخاطب أو اللغة الدارجة و عندئذ يعمد علماء اللغة إلى وضع قواعد نحو لصيانة اللغة من التحريف و ضبط عباراتها و ألفاظها من التغيير و التبديل ثم يتبع ذلك وضع المعاجم لشرح غوامض كلم اللغة و إيضاح الكلمات الدخيلة من لغة أخرى .
و المعروف انه حينما استولى العرب على مصر سنة 640م كانت القبطية وقتئذ حافظة لكيانها رغم انتشار اللغة اليونانية و مما يدل على سلامة اللغة حتى ذلك الوقت انه لم يصلنا أى كتاب خاص بالقواعد أو المعاجم حتى ذلك التاريخ ثم ضعفت بدخول العرب و فى القرنين التاسع عشر و العشرين بدأت جهود لاحيائها مرة أخرى
فتعالوا معى يا اخوتى نستمع على هذه اللغة العذبة
و نتذوق معانيها السهلة ،
فكم بودى أن تدركوا
ميزة لغتنا القبطية هذه!!
إن لغة الإنسان هى ما يلصق بشخصيته طوال حياته و هى التى تميزه كثيرًا عن غيره ممن لا ينطقون هذه اللغة و هى أيضًا التى يفهم بها الإنسان أفكار أخيه الإنسان و عن طريقها يمكن التعبير عن المشاعر و بها تدون المعلومات على اختلاف صورها لكى تبقى و يستفيد منها الجميع فى غير مكان و زمان كتابتها ....
و اللغة تحمل روح الدول و أسلوب حياة الشعوب و لا يحدث أن يرتقى شعب و تتنوع الأعمال فيه دون أن تكون له لغة غنية تيسر له التعبير عن مختلف نواحى الحياة و لعل اصدق القواعد الاجتماعية هى قاعدة بقاء الشعوب من بقاء لغتها كما أن بقاء اللغات من بقاء الشعوب و إن جاز لى القول فإن اللغة كالدم الذى يجرى فى العروق هى لازمة جدا لحياة الإنسان
و لما كانت مصر القديمة قد وصلت إلى درجة كبرى من الرقى فقد تطورت لغتها حتى سايرت أسباب الحضارة فيها بألفاظها المتنوعة و قواعدها التى تضبط التركيب و تعبيراتها و مصطلحاتها فى شتى العلوم كما كان أدبها الواسع فى الميدان الدينى و العلمى و الشعبى و غير ذلك من الميادين داعيا إلى نشاط اللغة و حيويتها و اللغة كائن حى يولد و يكبر و يتطور بمرور الزمن
+ أصل اللغة القبطية :
اللغة القبطية هى المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التى تكلم بها و كتبها قدماء المصريين منذ اكثر من خمسة آلاف سنة و الرأى السائد لدى العلماء أنها تنحدر من اللغة المصرية المتأخرة late Egyptian مباشرة حسبما كانوا يتحدثونها فى القرن السادس عشر قبل الميلاد مع بداية الدولة الحديثة
و لكن العلامة شين Marius Chaine يسجل رأيا جديدا فى مقال له عن اللغة الوطنية الشعبية لمصر القديمة يؤكد فيه على أن اللغة المصرية و اللغة القبطية كانت متعاصرتين و موجودتين معا منذ أقدم العصور و يقدم دراسة مستفيضة لقواعد اللغتين يستخلص منها أن اللغة المصرية لم تكن لغة التخاطب و إنما هى مأخوذة عن القبطية باعتبار القبطية هى الأصل – و قد صيغت بحيث يستخدمها الكهنة و الكتبة فى الكتابة فقط أي أن اللغة المصرية لغة صاغها بعض المصريين الناطقين بالقبطية لهدف الكتابة بها فقط و ظلت معرفتها محصورة فى دائرة الكتبة فقط دون عامة الشعب
+ اللغة المصرية القديمة و مراحل تطورها :
هذا التطور شملا جميع اللهجات المختلفة للغة المصرية خلال التاريخ . فكانت اللغة تقوى وتزدهر تارة وتخبو وتضعف تارة أخرى شأنها في ذلك شأن جميع اللغات حسب الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري ، والثقافي للبلاد .
والتقسيم التالي هو الذي أتبعه عالم اللغة جاردنر في كتابه عن تطورات اللغة المصرية
وهذا التقسيم كالآتي :
1- اللغة المصرية القديمة :
قبل الكتابة في نصوص . كتبت اللغة في شكل علامات تخدش على الأواني ، ويبدو أنها كانت علامات تجارية ، وكان هذا قبل الميلاد بحوالي 4000 سنة ثم تلاها الكتابة في نصوص ، وهي لغة الأسر من الأولى إلى الثامنة أي منذ حوالي 3400 ق.م إلى سنة 2400 ق.م ، والمستندات المتبقية من هذه المرحلة عبارة عن وثائق رسمية وجنائزية ، ونصوص لمقابر. وكذلك سير لبعض الأشخاص ، ومنها نصوص الأهرام . واستطاع منذ زمن الأسرة الأولى الكتابة بالطريقة الهيروغليفية والهيراطيقية ، وكذا طريقة عشرية للعدد حتى المليون . كما هو مبين باللوحة .
ولكن تطور اللغة من شكل الصور والرسوم إلى النصوص لم يلغي استخدام النقوش والصور، بل استمر إلى وقت متأخر وكان يتباهى المصريون بجمال لغتهم في النقوش والألوان التي يستخدمونها في الكتابة ، وكان يمكن كتابة اللغة الهيروغليفية من اليمين إلى اليسار ، أو على العكس كما يتضح ذلك على التوابيت في الأدعية التي كتبت للموتى ، وعادة تبدأ كتابة الأدعية عند الرأس وتستمر دائرة حوله حتى تتقابل عند القدمين ، ويستطاع تحديد الجهة التي يبدأ بها النص " الكتابة " باتجاه رؤوس الأحياء مثل الصقر أو البومة أو أي طائر أو إنسان .
وكانت العلامات الهيروغليفية تلون ولكل منها لونه المناسب ، والطيور بصفة خاصة كانت عادة تلون بألوانها الطبيعية مما يعطيها جمالا خاصا . ولقلة أنواع الأصباغ المستخدمة في ذلك الوقت ، كان هناك تقليد معين لتلوين بعض الأشياء فمثلا النحاس يلون بالأزرق والذهب بالأصفر والخشب بالأخضر أو الأحمر ، والماء بالأزرق بخطوط سوداء ، والمنسوجات بالأحمر ...الخ .
2- اللغة المصرية المتوســــطة :
وهى لغة الآداب من الأسرة التاسعة إلى الأسرة الثامنة عشر أي منذ عام 2400ق.م إلى 1350 ق.م .
3- اللغة المصرية الحديثة :
هي لغة العامة من الأسرة الثامنة عشرا إلى الرابعة والعشرين أي منذ حوالي عام1580ق.م إلى سنة 710 ق.م وقد وجد مدونا بها مستندات خاصة بالمعاملات والخطابات ، وبعض القصص والروايات الأدبية . كما أنه دونت بها نصوص تاريخية للأسرة التاسعة عشر وما بعدها . والباقي منها إلى الآن قليل جدا . وهذه المرحلة هي التي بدأ فيها ظهور بعض الكلمات الأجنبية التي اختلطت باللغة .
4- اللغة الديموتيقية
هو اللفظ الذي أطلق بشكل عام على اللغة المستعملة في الكتب والوثائق التي كتبت منذ الأسرة الخامسة والعشرين إلى أخر عصر الرومان أي منذ عام 700 ق.م إلى عام 47م.
5- اللغة القبطية :
هي أخر ما وصلت إليه اللغة في تطورها الجديد منذ القرن الثالث الميلادي وما بعده ، وقد كتبت فيه بالحروف اليونانية .
+ الكتابة المصرية القديمة و مراحل تطورها :-
من المعروف أن المصريين القدماء هم الذين اخترعوا الكتابة ، و كان ليهم ثلاث أنواع من الخطوط هى :
1- الهيروغليفية : هى تسمية يونانية معناها " الكتابة المقدسة " من مقطعين هيروس huroc = مقدس ، و جليفوس glufoc = ينقش أو يحفر بالة حادة ( على الحجر او الخشب أو المعدن ) أى منقوش و منها معا تاتى كلمة هيروجلوفيكوس = هيروعليفيكوس و معناها النقوش المقدسة
+ و هى التى كتب بها المصريون القدماء ما اعتبروه مقدسا على جدران المعابد و المسلات و المقابر و الأهرامات و النصب الحجرية و فى العادة يكون النقش غائررا و فى بعض الاحيان يكون بارزا و بتفصيلات دقيقة و الوان زاهية جميلة بهدف التزيين ، و منها كتاب الموتى و هو الكتاب المقدس لدى قدماء المصريين و كان يوضع فى التابوت مع الميت و هذه الكتابة كانت عبارة عن رسوم و نقوش حجرية استخدمت حتى حتى سنة 394 م تقريبًا ، كما استخدم الخط الهيروغليفى أيضا للكتابة به على ورق البردى .
+ و الكتابة بالخط الهيروغليفى ترجع الى عصر السرة الأولى ( 3110 – 2884 ق. م ) أى منذ أكثر من خمسة الاف سنة و يحبذ البعض تاريخا اقدم من عصر السرة الأولى بعدة مئات من السنين .
و قد ظل الخط الهيروغليفى شائعا فى الاستخدام الى نهاية الاسرة العشرين ( 1192- 1075 ق.م ) تكتب به النصوص الدينية بالإضافة الى نقشه على جدران المعابد و المقابر ثم استمر ايضا بعد ذلك التاريخ مستخدما مع غيره من الخطوط كما ان استخدامه للكتابة به احيانا على قطع الشقف 0 اى كسر الأوانى الفخارية ) و اوراق البردى قد استمر الى عصور المسيحية
فهناك نقش بالهيروغليفية لاسم الامبراطور داكيوس ( 249- 251م ) على المعبد الوثنى للإله خنوم بإسنا
و يأتى بعده نقش على الحجر من ارمنت ( محفوظ حاليا فى المتحف البريطانى ) يرجع الى سنة 295م مسجل عليه إسم الإمبراطور دقلديانوس بالهيروغليفية مع صورة له و هو يرفع القرابين للعجل بوخيس الذى مات فى تلك السنة و طارت روحه الى السماء و ربما كان ذلك العجل هو آخر عجل بوخيس فى الوجود
أما آخر كتاب بالخط الهيروغليفى فنجدها بعد ذلك بقرن من الزمان أى فى أواخر القرن الرابع للميلاد و هى بالتحديد ترجع إلى سنة 394م و قد وجدت فى جزيرة فيلة ( انس الوجود ) بأسوان حيث تأخرت هناك عبادة الأوثان إلى ذلك الزمن .
أى أن الكتاب بالخط الهيروغليفى استمرت حوالى ثلاثة آلاف و خمسمائة سنة و ربما أربعة آلاف سنة .
و الكتابة الهيرغليفية تشتمل على :
1- علامات تصويرية و هى صور تمثل المعنى
مثل شمس ، بلد حبلية ، بلد او مدينة ( بطرق متقاطعة ) ، قدمان تتحركان
2- علامات صوتية و هى صور تمثل الصوت
و تستخدم لهجاء الكلمات و لو أنها فى الأصل كانت تصويرية تمثل المعنى إلا أنها اكتسبت قيما صوتية فمثلا تمثل صوت ر ، من الأصل يمعنى فم و كذلك تمثل صوت ب + ر من الأصل بمعنى بيت و فى القبطية pwr بمعنى بيت و كذلك تمثل صوت م فى القبطية moulaj بمعنى بومة
ثانيا : الهيراطيقية hurot/ki ( horo كهنوت ، t/ki كتابة ) : معناها الكتابة الكهنوتية ، و قد كتب بها كهنة مصر مواثيق الزواج و المواريث و كل الممارسات الطقسية و ذلك بعد أن بسطوها عن الهيروغليفية فاختصروا الصور إلى شكل أقرب كثيرًا إلى شكل الحروف و قد توقف استخدامه سنة 452 م تقريبًا
+ فى ايام الدولة الوسطى ( 2052 – 1786 ق م ) اصبحت للخط الهيراطيقى صورته الخاصة التى يتميز بها عن الخط الهيروغليفى
و استخدم الخط الهيراطيقى للكتابة به على البردى بصفة دائمة فيما ع\دا النصوص الدينية التى ظلت تكتب بالخط الهيروغليفى الى الاسرة العشرين
و ابتداء من الاسرة الحادية و العشرين ( 1075 – 940 ق م ) نجد أن النصوص الدينية على البردى تكتب بصفة منتظمة بالخط الهيراطيقى بدلا من الهيروغليفى و منذ ذلك التاريخ ايضا بدأت تظهر بعض حالات فردية للنقش على الحجر بالخط الهيراطيقى
ثالثا- الديموطيقية dimot/kc Sad dimo شعب ، t/kc كتابة ) معناها " الكتابة الشعبية " و قد كتب بها عامة الشعب كتاباتهم المتبادلة بعد أن بسطوها عن الهيراطيقية .. و الديموتيقية صورة سريعة جدا من الخط الهيراطيقى
و قد أنشأ هذا الخط فى مدة العائلة الخامسة و العشرين تحت حكم الملك " تهراكا الحبشى " و من هذا الخط أنشئ الخط القبطى الحالى .... وقد أستمر استعمال الديموتيقية حتى القرن الرابع الميلادي خصوصا في آنس الوجود بأسوان حيث تأخرت عبادة الأوثان إلى ذلك الوقت و آخر ما لدينا من النصوص الديموتيقية يرجع إلى سنة 452م
4- القبطية : تمثل المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية القديمة و قد تحدث المصريين باللغة المصرية فى وادى النيل لمدة لا تقل عن خمسة آلاف سنة قبل المسيح ... و يرجع تاريخ استخدام حروفها إلى حوالى القرن الثانى قبل الميلاد فعندما دخل الاسكندر المقدونى مصر ( 332 ق. م ) و من بعده البطالمة دخلت الثقافة الهيلينية مصر و معها دخلت اللغة أيضًا .

+ خطأ شائع :
عبارة ( اللغة القبطية ) هو خطأ شائع مقصود به اللغة المصرية المكتوبة بالخط القبطى و نظرًا لطول هذه العبارة تم اختصارها إلى اللغة القبطية و لكنه خطأ كبير تمامُا كما نقول اللغة الرقعة بدلاً من اللغة العربية المكتوبة بخط الرقعة ، و كانت العبارة الدالة على اللغة القبطية تنطق هكذا : تى أسبى إن ريم انكيمى ]acpi nremn,/mi أى اللغة ( اللسان ) المصرية .
و جدير بالذكر أن أى لغة لها جناحان تحلق بهما بهما هما المفردات ( الكلمات ) و القواعد التى نستطيع بواسطتها أن تكون جملا مفيدة باستعمال هذه الكلمات
+ المقدمات و السلالم
المقدمات أطلقت على قواعد مختصرة للغة و سميت مقدمة لأنها تمهد السبيل أمام الإنسان ليفهم أصول اللغة و السلالم أطلقت على مفردات ليست مرتبة على حروف هجائية كالمعاجم الآن و سميت كذلك لأنها الوسيلة التى يرتقى بها الإنسان للتدرج فى فهم معالم اللغة و الوصول بواسطتها إلى أعلى درجات المعرفة و كان يطلق على كل إنسان يعرف الترجمة القبطية " سلمى " و استمرت هذه التسمية شائعة لغاية أواخر القرن التاسع عشر
+ و الحقيقة و إن كنا قد أخذنا الأبجدية اليونانية إلا ان اليونانيين كانوا قد سبقوا و اخذوا من الفينيقيين و الفينيقيون كانوا قد اخذوا حروفهم من اللغة المصرية عن طريق الإسكندرية إذ أن الفينيقيون قد عملوا بالملاحة و كانوا ينتقلون بالسفن من ميناء إلى آخر بسبب التجارة و غيرها .... فلما لاحظوا الكتاب المصرية فى الإسكندرية أعجبتهم فنقلوها و بسطوها و لما وصلوا فى أسفارهم إلى جزر البحر الأبيض المتوسط مثل جزيرة كريت نقلوا إليها الكتابة الفينيقية ثم انتقلت الكتابة من جزيرة كريت إلى بلاد اليونان و اليونانيون بدورهم قد بسطوها نوعا ما .. و من بلاد اليونان انتقلت الكتابة إلى شعوب أوربا القديمة و من بلاد اليونان أخذت مصر الأبجدية اليونانية .
+ المحاولات الأولى للكتابة القبطية :
إن اقدم وثيقة موجودة إلى الآن تسجل واحدة من المحاولات الأولى لكتابة لغة التخاطب المصرية بالحروف اليونانية proto coptic هى بردية هايدلبرج 414 التى ترجع إلى الثالث قبل الميلاد و تشتمل على قائمة مفردات قبطية بحروف يونانية مع ما يقابلها فى المعنى من الكلمات اليونانية و هى مكتوبة بواسطة شخص يونانى و ربما سبقت هذه الوثيقة محاولات اخرى لم تصل إلينا
و المرحلة التالية فى العصر الرومانى هى المعروفة بالكتابة القبطية القديمةold coptic و ترجع وثائقها إلى المصريين الوثنيين الذين عاشوا فى القرنين الثانى و الثالث للميلاد و هى وثائق لا علاقة لها بالمسيحيين لأنها تتصل بالسحر و التنجيم بالإضافة إلى لافتات المومياوات و ما شابه ذلك و يشار إلى مفرداتها فى القواميس القبطية بحرفo ( أى old " قديم " )
+ أنواع اللهجات فى اللغة القبطية :
كل لغة من اللغات يوجد فيها عدد من اللهجات و تظهر اللهجات بوضوح فى لغة الكلام ففى اللغة العربية العامية التى نتكلمها نجد سكان القاهرة ينطقون حرف الجيم – كمثال – مثل حرف " G " الإنجليزية فى كلمة Go يذهب ، بينما ينطق الجيم معطشًا فى صعيد مصر مثل حرف j الانجليزى و فى بعض المناطق فى جنوب مصر يتحول حرف ج إلى د .. و هكذا ...
هذا من جهة الحروف الساكنة و من جهة الحروف المتحركة نجد أيضًا بعض الاختلافات من منطقة لأخرى و نفس الشئ نجده فى الكلمات و التعبيرات و الاصطلاحات
+ و تتميز اللغة القبطية بوجود بعض اللهجات الرئيسية التى كانت ينبثق من بعضها عدد من اللهجات الفرعية و اللهجة الفرعية الواحدة تحوى لهجات داخلها و هذا يفسر وجود أكثر من شكل للكلمة القبطية الواحدة فى بعض الأحيان بنفس المعنى مثل كلمة مسمار ibt ift ib و نحن فى اللغة القبطية نجد أربع لهجات :-
1- البحيرية : و كانت تستخدم فى الوجه البحرى من القاهرة إلى الإسكندرية مرورًا بالدلتا و وادى النطرون و قد بدأت البحيرية تصبح اللغة الرسمية للكنيسة القبطية فى مصر كلها منذ القرن الحادى عشر بعد نقل مقر إقامة البطريرك من الإسكندرية للقاهرة ، و اللهجة البحيرية هى المستعملة الآن فى كل القراءات و الخدمات و الطقوس الكنسية فى كل ربوع الكرازة و كانت تسمى أحيانًا اللهجة المنفيتية نسبة لمنف بالجيزة
2- الصعيدية : أو الطيباوية نسبة لطيبة بالأقصر و تستعمل فى الصعيد ( الوجه القبطى ) حتى القرن السابع عشر و استمر الكلام بها حتى ذلك الوقت بينما كانت اللهجة البحيرية قد اختفت أمام اللغة العربية منذ القرن الثانى عشر و كان بها كتابات القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
3- الأخميمية : و استعملت فى أخميم التى تقع فى محافظة سوهاج الآن و اشتقت منها اللهجة الأخميمية الفرعية و كانت تسمى الأسيوطية و استعملت من البهنسا إلى أسيوط
4- الفيومية : و استعملت فى منطقة الفيوم و كانت تسمى اللهجة البشمورية نسبة لجزيرة بشمور الواقعة بين فرعى النيل الدمياطى و هى مشتقة من الكلمة القبطية ابسامير أى ما وراء النيل و كان يستعملها الرعاة و الفلاحين و البدو .

+ اضمحلال اللغة القبطية
لما كانت اللغة القبطية هى لغة الشعب المصرى عندما دخلت المسيحية إليها فقد كان طبيعيًا أن تكون صلوات الكنيسة و كل طقوسها و ليتورجياتها باللغة القبطية ... وقد عاشت القبطية عصرها الذهبى بفضل كتابات القديسين أنطونيوس و باخوميوس و أثناسيوس و كيرلس عمود الدين و غيرهم و لكن عصرها الذهبى وصل أوجه بفضل كتابات القديس شنودة رئيس المتوحدين و لكن بدخول العرب مصر فى القرن السابع عام 640 م ضعفت اللغة القبطية و لقد عجل بزوالها من الحياة العامة المصرية عدة عوامل نجملها فيما يلى :
أولا : قرار تعريب الدواوين :
فى خلافة الوليد بن عبد الملك الأموى و ولاية واليه على مصر عبد الله بن عبد الملك فى سنة 706م أعلنت اللغة العربية لغة رسمية فى البلاد المصرية بدلاً من اللغة القبطية و عربوا الدواوين فى الدولة ،
و سارع الكتاب الأقباط إلى تعلم اللغة العربية للاحتفاظ بوظائفهم فى الدواوين مما ساعد على نشر اللغة العربية فهى لغة الحاكم و هى الوسيلة للوصول الى المراكز القيادية التى ترفع عنهم بعض الغبن الذى كان ممكنا أن يتفاقم لو انهم اعتزلوا الخدمة فى الدواوين تاركين المجال لغيرهم كما ان مقدرة القبط على تعلم اللغات كانت من العوامل التى ساعدت على سرعة تحقيق ذلك فأصبحت إجادة أراخنة القبط و هم كبار الكتاب للغة العربية مثالا يحتذى من شباب القبط الطموحين عبر الأجيال و هكذا أصبحت العربية لغة المسيحية فى مصر منذ القرن الثالث عشر .
ثانيا : تزايد عدد الذين اعتنقوا الإسلام من القبط :
و ذلك خلال موجات متلاحقة من الضغطات الاقتصادية ( رغبة فى التخلص من ضريبة الجزية التى تشتد وطأتها باطراد على من يتمسكون بالدين القديم و يقاومون الانتقال إلى الإسلام ) و الاضطهاد الدينى و تركهم بالتبعية حال دخولهم الدين الجديد لغة أجدادهم
تزاوج الجنود العرب من المصريات و لا سيما مع سيادة مبدأ تعدد الزوجات لدى هؤلاء الفاتحين و كان يمكنه أن يأخذ لنفسه أى عدد من السرارى اللائى يشتريهن أو يأسرهن و هكذا .... نشأ جيل كامل يتحدث لغة أبيه العربية دون القبطية أو على أفضل الأحوال يتحدث العربية و القبطية
+ و كذلك نظام الارتباع
معنى كلمة الارتباع هو استمتاع العرب بفصل الربيع بقضائه فى الريف المصرى مع السكن فى بيوت المصريين و نستاطيع أن نشبه هذا الصيف بالمصايف فى أيامنا هذه
و فيما يلى ما يقوله التاريخ :
يقول أن العرب غزوا مصر و أن اى مسلم أو أي مجموعة من المسلمين كان يستطيع أن يختار أى منزل مصرى ليدخله كضيف غير مرغوب فيه بدون إذن و أن يحيا فى هذا المنزل مع الأسرة المصرية فى إقامة كاملة لمدة ثلاثة أيام
و يقول التاريخ أن العرب فعلوا هذا بصفة منتظمة كل عام و لكنهم لم يقيمون ثلاثة أيام فقط بالبيت المصرى بل على الأقل ثلاثة شهور كل عام فى البيوت المصرية مع العائلة المصرية لأنهم كانوا يقضون فصل الربيع بأكمله فى الريف المصرى و غير معقول انهم كانوا يغيرون سكنهم فى ثلاثة أيام إلا إذا كان الهدف هو تلويث أكبر عدد من العائلات المصرية بالانتقال من سكن إلى آخر كل ثلاثة أيام و هذه مصيبة اكبر
كان هذا يدعى الارتباع أي الاستمتاع بالربيع أو قضاء فصل الربيع كان الجنود العرب يقيمون فى البيت الذى اختاروه بدون اصطحاب زوجاتهم و يقضون اليوم حيثما شاءوا إما داخل المنزل مع زوجة و أطفال رب السرة أو فى الحقول خارج المنزل
و من الواضح أن رب الدار كان يترك أسرته بالمنزل مع الضيف او الضيوف غير المرغوب فيه فقد كان عليه أن يذهب إلى عمله ليكتسب رزقه
أيضا إذا ترك العربى المنزل و ذهب مؤقتا الى الحقول ليقضى الوقت هناك فسيجد هناك أيضا بعض النساء المصريات يعملن فى الحقول و المرء يستطيع أن يتصور ما يمكن أن يفعله جندى عاطل يعتبر أن النساء غير المسلمات هى هبة السماء له كغنيمة حرب و هو من شعب يشغل الجنس المكان الأول فى تفكيره بدليل انهم قد وعدوا بجنة مليئة بالنساء و الأطفال و بالذات الفتيات الأبكار اللاتى تتكرر بكارتهن بعد كل جماع
فما نتيجة هذا التغير الذى حدث فى حياة الأسرة المصرية ؟
الجواب هو :
قبل الغزو العربى لمصر كانت الأسرة المصرية مثل أي أسرة مسيحية فى أي مكان آخر من العالم كانت عادة أسرة مكونة من زوج و زوجة أطفال و كان المفترض أنها أسرة مسيحية صالحة تشعر بقدسية الزواج و ترفض العلاقات الجنسية غير الزوجية و كان أفراد الأسرة يذهبون إلى الكنيسة ليستمعوا إلى العظات التى تتحدث عن الطهارة و الفضائل الأخرى
و بعد الغزو العربى لمصر تغيرت الصورة فالآن يعيش غريب داخل الأسرة فحدثت صدمة حضارية و أخلاقية للشعب المصرى
ما الذى سيذهب الزوج الزوجة و الأولاد و البنات إلى الكنيسة ليسمعوه ؟ ماذا يستطيع الكاهن أن يقوله فى عظته عن الطهارة ؟ فكل واحد يعلم أنهم سيعودون إلى المنزل ليجدوا الضيف القذر ينتظرهم به ليدمر كل ما سمعوه عن الطهارة و كل ما ذكره دينهم عن قدسية الزواج
الزوجة و الأم و الأخت و الابنة كلهن صرن محظيات للعرب أي جوارى يمارس معهن الجنس فخالد بن الوليد كان عنده ألف جارية ، و حتى الصبيان كانوا معرضين للاعتداء الجنسى عليهم و كانت الفتيات معرضات للاعتداء الشاذ عليهن فان العرب كانوا يحبون الجنس و الشذوذ الجنسى فالمنطق يقول أن الوعد يكون بالشئ المحبب إلى القلوب و كان الوعد بالحور و الولدان فى الجنة
و رب البيت عاجز فلو قاوم سيقتل بلا رحمة و أي رجل فى الأسرة عاجز فان قاوم سيقتله السيف و إن رضخ سيقتله الهم و الاكتئاب و البول السكرى و ضغط الدم
و كيف يواجه رجل غير مسلح جنديا أو جنود مسلحين و جيشا سينتقم للجندى بذبح رب البيت و كل أسرته و ربما يذبح القرية بأكملها و يحرقها أن تجرأ مصرى أن يقتل عربيا أو مسلما بينما كان المصرى يدافع عن أسرته او شعبه أو شرفه
هذا ليس خيالا بل تاريخا فقد تجرأ المصريون و قتلوا بعض العرب المسلمين فى الثورة البشمورية كما فعلوا فى الثورات السابقة عليها فقتل جند الخليفة المأمون الملايين من المصريين ثأرا و قال الخليفة أن المصريين قتلوا المسلمين و لهذا السبب يجب أن يقتلوا بلا رحمة فقد طاف مائة ألف جندى لمدة شهور بمصر و لديهم أوامر الخليفة المأمون يقتل المدنيين و لا يعقل أن يقل عدد من قتله الجندى الواحد عن عشرة أشخاص خلال عدة شهور كما أحرق العرب عشرات القرى المصرية التى قاومت الفتح العربى لمصر دفاعا عن وطنها و أهلها و مالها و قتلوا الرجال و سبوا النساء الأطفال و نهبوا المقتنيات و الجواهر و الأموال و مع هذا نجد شارعا من أهم شوارع القاهرة يدعى شارع الخليفة المأمون و كثير من المؤسسات تحمل اسم عمرو بن العاص فالمسلمون فى مصر لا يرون الأمور من وجهة النظر السليمة كمصريين بل من وجهة النظر الخاطئة كمشاركين فى نفس العقيدة مع العرب
سوء الفهم هذا حدث لن مصر فقدت لغتها و دينها
و فى نهاية الربيع كان الجندى العربى يعود على معسكره و لكن بعد أن يضع بذرته فى نساء السرة التى قضى معها فصل الربيع و يعود فى الربيع التالى ربما ألي نفس البيت فهم قد صاروا عبيده و محظياته و أطفاله و حتى لغة هذه الأسرة تكون قد تغيرت فقد صاروا ثنائى اللغة أي يتكلمون لغتين اللغة العربية لكى يتعاملوا مع الساكن الغريب الذى لا يتكلم لغتهم و اللغة القبطية لغة وطنهم التى نشئوا عليها و تدريجيا فقدت الأسرة اللغة القبطية أي اللغة المصرية بسبب الارتباع و غيره من الأسباب
ثالثا : الاضطهادات المتزايدة للمواطنين :
و ما لبثت أن تلقت اللغة القبطية الضربة القاصمة على يد الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله ( 985 – 1021 م ) الذى اصدر أوامره بإبطال استخدامها حتى فى المنازل و الطرقات و معاقبة كل من يستعملها بقطع لسانه و بذلك أصبحت اللغة القبطية محصورة داخل جدران الكنائس و الأديرة .
و قد استمر كثير من خلفائه فى محاربة اللغة القبطية مما اضطر إلى وضع ستائر على أحجبة هياكل الكنائس أثناء التقديس باللغة القبطية و مع ذلك فغن أفراد الطبقة الحاكمة لم يكونوا يتورعون عن مهاجمة الكنائس و الفتك بمن فيها بدون شفقة و لا رحمة و يقال إن من ضمن أهداف وضع الطواحين خارج الكنائس فى تلك الأيام هو تشغيلها أثناء العبادة لتخفى ضوضاؤها أصوات المصلين بالداخل حتى لا تتعرف عليهم القوات الغاشمة فى الخارج
رابعا : اضمحلال المؤسسات الرهبانية :
التى كانت معقلا هاما للإيمان المسيحى و حصنا للغة القبطية و تراثها فبعدما كانت الأديرة مزدهرة و عامرة بالرهبان فى أوائل الفتح العربى تدهور حالها بتعرضها لاضطهادات مريرة و فرض السلطات الضرائب على سكانها مما أدى إلى هجر الرهبان لأديرتهم و انخفاض عددهم و على سبيل المثال فرضت السلطات فى سنة 710 م على الرهبان القبط – بهدف حصر تسديدهم للضرائب – أن تكوى أيديهم بالنار و كل من ضبط خلوا من هذه العلامة قطعت يده و فى سنة 722م ضرب الرهبان حتى الموت و قطعت رؤوسهم لخلو أيديهم من علامة الكى كما خربت الكنائس و سلبت محتوياتها و فى فترة تالية الزم القبط جميعا بان يحملوا على أياديهم علامة الكى
خامسا : إدخال اللغة العربية الى الكنيسة :
فقد أدى اتجاه الشعب إلى تعلم اللغة العربية و التحدث بها إلى فشلهم فى فهم لغتهم القبطية و اضطرار الكهنة أيضا إلى تعلم العربية لمواصلة عملهم الرعوى و التعليمى لشعب فالقانون الثالث من قوانين البابا غبريال بن تريك فى القرن الثانى عشر يطالب الأساقفة بتعليم رعيتهم الصلاة الربانية و الأمانة المقدسة باللسان الذى يعرفونه و يفهمونه و المعروف أن البابا غبريال بن تريك ( 1131 – 1146 م ) هو أول من صرح بقراءة الأناجيل و الخطب و ما إليها باللغة العربية فى الكنائس و ذلك بعد تلاوتها بالقبطية بينما استمرت صلوات القداس تتلى كلها باللغة القبطية وحدها لأن القبط كانوا يعتقدون ان التقديس باللغة العربية غير جائز شرعا
و استمر الوضع على هذا الحال إلى أواخر القرن التاسع عشر حين بدأ بعض الكهنة بترجمة أجزاء من القداس إلى العربية بعد تلاوتها أولا باللغة القبطية أما فى القرن العشرين فقد صارت معظم صلوات القداس باللغة العربية وحدها و انحسر استخدام اللغة القبطية فى الصلوات و التسابيح الكنسية بصورة مذهلة تدعو إلى الأسف الشديد لأن تعميم استخدام اللغة العربية فى الصلوات الكنسية يؤدى إلى ضياع الحافز الذى طالما حفز شباب القبط فى سالف الأجيال إلى تعلم اللغة القبطية لفهم الصلوات الكنسية و تراث الآباء .
+ و أول من ألف كتابًا باللغة العربية من الأقباط هو ساويروس بن المقفع أسقف الأشمونين فى القرن العاشر .
سادسا : قطع مرتبات الجنود العرب فى مصر سنة 834م فى زمن العباسيين مما اضطرهم أن يندمجوا مع الشعب المصرى للسعى وراء معاشهم .
سابعا: إلا أن الضربة الكبرى لإنهيار اللغة القبطية هو تخلى الكنيسة عنها وعدم تعليمها للأطفال ففى عصر البابا كيرلس البطريرك رقم 67 تغلبت اللغة العربية على اللغة القبطية وصار الناس ملزمين بها وأصبحت هى المتداولة فى أوراق الحكومة وجميع تعاملاتها وفى الأسواق ومستندات البيع والشراء وفى التعامل داخل البيوت وبين الأفراد وبعضهم البعض ودخلت إلى الكنائس ورأى البطريرك نفسه أنه يجب أن يتعلمها حتى يستطيع التعامل مع الخليفة وجهات الحكومة ومع شعبه أيضاً .
+ و من الملاحظ أن محاولة إدخال اللغة العربية فى الكنيسة القبطية ليست جديدة تماما إنما الجديد حقا ما تهدف إليه الحركة الأخيرة من إحلال العربية مكان القبطية لا إضافة هذه الى تلك كما كانوا يحاولون فى الماضى و إنما الجديد حقا هو تطور الحركة الخيرة هذا التطور العنيف المخيف حتى انقلبت صلوات القداس القبطى فى سنوات معدودات الى قطع عربية خالصة ثم بدأوا الآن يستغنون فى بعض الكنائس عن قراءة إنجيل القداس بالقبطية و إذا سار الحال على هذا المنوال لا قدر الله فيستغنون حتما عن المطبوعات القبطية فى الكنائس القبطية و لهذا ما له من نتائج بعيدة الأثر و إنما الجديد حقا أن المسئولين عن تقاليد الكنيسة الخالدة و عن كيان الشعب العريق و روحه ينظرون إلى هذا الأمر و كأنه لا يعنيهم و ليس من أخص شئونهم و يعلم الله انه أحرى بعنايتهم من كل أمر آخر
+ و قد حدثت فى أواخر القرن قبل الماضى محاولة للخروج على تعاليم آباء الكنيسة فى هذا الصدد قام بها راع ذو مكانة كبيرة مما اضفى عل حركته شيئا من الخطورة و قد بدأ بقراءة بعض صلوات القداس بالعربية بعد تلاوتها أصلا بالقبطية و ذلك فى الأعياد السيدية و بعض الاحتفالات ثم تطور به الأمر كما يحدث دائما فصار تبع ذلك كلما صلى و نلخص فيما يلى ما كتبه للدفاع عن وجهة نظره :
1- أنه يوفى القداس باللغة القبطية كاملا بدون ترك جملة واحدة
2- لم يعارضه رؤساؤه الدينيون رسميا فى ذلك ( و يبدو أن الكرسى البطريركى كان شاغرا حينئذ )
3- يوجد كهنة آخرون امتزجت باللحم و الدم و القلب ( كذا ! )
هذا مع محاولة تأييد أقواله ببعض آيات من الكتاب المقدس يختلف المفسرون بشأنها على كل حال و هذه مبررات كما ترى غير جدية
+ و هكذا تكاتفت كل هذه العوامل و غيرها للقضاء على اللغة القبطية من الحياة العامة المصرية إلا أن هذه اللغة العريقة قد تركت بصمة لن تمحى على هذه اللغة الجديدة ( العربية ) فهناك الكثير من الكلمات العامية ذات الأصل القبطى و كذلك الكلمات الفصحى التى يعتقد دخولها قاموس العربية بسبب احتكاك اللغتين ... و هذه البصمة هى التى تميز اللغة العربية فى مصر و تظهرها بمظهر خاص يختلف عنه فى الأقطار الأخرى

+ اللغة القبطية و أثرها على العربية ( اللغة التى نتكلمها ) :
عندما وضعا الأبجدية الروسية فى القرن التاسع الميلادى ادخلا بعض الحروف القبطية المأخوذة عن الديموتيقية فى الأبجدية الروسية .
+ العلاقة بين اللغة القبطية و اللغة اليونانية :
بدأ المصريون منذ 150 سنة قبل الميلاد فى كتابة اللغة المصرية بالحروف اليونانية كل حسبما يتراءى له اصبح من الممكن الكلمة الواحدة لها اكثر من شكل و من هذه البداية دخلت كميات من اللغة اليونانية إلى اللغة المصرية
و كان المصريون يفتخرون بأنهم يتكلمون بكلمات يونانية فى وسط حديثهم أى يزج ( يحشر ) كلمات يونانية فى الحديث ( و هذا يحدث حاليا عندما يزج متحدث بكلمات فرنسية أو إنجليزية فى حديثه بنوع فى الافتخار و المظهر بالثقافة ) و من هنا دخلت كميات كلمات من اليونانية مثل اصطلاحات الجيش و بعض كلمات مدينة إلى أن انتشرت المسيحية فى مصر و امتدت إلى سائر البلاد و من ثم إلى الإسكندرية و كان فى بعض بلاد الوجه البحرى اختلاط بين اليونانيين و المصريين و كان المصريون يعرفون اللغة اليونانية بسبب هذا الاختلاط – و كان اليونانيون لشدة ذكائهم عرفوا اللغة العربية الدارجة بسهولة و ذلك لرغبتهم الشديدة فى ذلك أيضا و حتى يفهموا ما يقال أمامهم من الشعب المستعمر
و لما كان قد ترجم العهد القديم إلى اليونانية لجا المصريون إلى مدرسة الإسكندرية اللاهوتية فى ذلك الوقت و طلبوا ترجمة الكتب المقدسة إلى لغتهم و لما بدأوا بالترجمة ظهرت عدة مشاكل منها بأى خط يكتبون فإن الهيروغليفية و الهيراطيقية طويلة و الديموطيقية تثير عاملا نفسيا هو أن الكتابة به تذكرهم بالوثنية القديمة
أما اللغة اليونانية فهم يحبونها لأنها لغة ثقافة و فلسفة و إنها لغة الكتاب المقدس و الصلوات و إن المسيحية جاءت كما لو كانت باليونانية فغلب الرأى أن يترجموا الكتاب المقدس بحروف يونانية خصوصا و أنها سبق و ان استخدمت قبل ذلك بقرن و نصف من الزمان ق . م و كان بعض الناس يعرفونها و يستعملونها لكنها لم تكن بطريقة موحدة و متعارف أو معترف بها لكن كانت فكرتهم باللغة اليونانية راسخة فاتفقوا على ان تكون الترجمات بالحروف اليونانية وبرزت مشكلة اخرى و هى أنه مطلوب أصوات ليست موجودة فى الابجدية اليونانية التى تبدا من a الى w ( 25 حرفا ) و حلا لهذه الموقف اتفقوا الى استعارة الأصوات المطلوبة من الخط الديموطيقى و هو الخاص بالعوام على ان ينمقوا الحروف المستعارة كى تتمشى مع حجم الحروف اليونانية و أيضا الاستكمال الصوات الناقصة فأضافوا سبعة حروف الى الابجدية اليونانية فى نهايتها و هى q h] [s f و أصبحت هذه بجانب الحروف الهجائية اليونانية الت 25 حرفا و هى الابجدية القبطية 32 حرفا و هى التى انصبت فيها ترجمة الكتاب المقدس و الكتب الدينية الاخرى
كما برزت مشكلة أخرى و هى الألفاظ و التعابير الدقيقة و هى حساسة جدا لو ان هذه الألفاظ و التعابير ترجمت من اليونانية الى المقابل لها فى اللغة المصرية أو القبطية ربما تشرد يمنة أو يسرة فى معناها فاستبقوا هذه التعابير و الألفاظ كما هى بلغتها اليونانية و كما هى حتى لو كان اكثر من كلمة لاو جملة لم يكن بد من استبقائها حفاظا على المعنى فمثلا كلمة روح pneuma يوجد مثلا الكلمات التى تعبر عن الروح مثل pai pa ,a و هذه لا تعبر عن الروح الناطق العاقل كما يفهمه الوحى الالهى أو كما يفهمه المسيحيون
فيوجد كلمة nifi و معناها نفس و النفس مظهر من مظاهر الحياة أو وجود الروح و النفس بالقبطية ىnifi و باليونانية لكن هذه لا تساوى pneuma فلما تعثروا فى ذلك استبقوا مثل هذه الكلمات خصوصا و إن كلمات كثيرة جدا استخدمت بجانب أفكارهم و بجانب مفاهيم المسيحية فمثلا muron سر الميرون و أيضا كلمة eu,arictia هذه المفاهيم كلها استبقوها كما هى حتى لا تتسبب ترجمتها الى اللغة القبطية انحراف فى المعنى
و بذلك يمكن القول بان اللغة القبطية الحالية مشحونة بالكلمات اليونانية فلا يوجد صفحة تخلو من كلمة يونانية بل لا يوجد سطر يخلو من كلمة يونانية بل و الأكثر من ذلك فإنه احيانا الكلمة الواحدة جزء منها بالقبطية و جزء اخر باليونانية فمثلا aferckepazin فالجزء afer قبطى و ckepazin يونانى و من هنا نستطيع ان نقرر بان هناك بين اللغة القبطية و اليونانية صلة تامة لا يمكن الفصل بينهما و استمرت اللغة القبطية بهذه الصورة الى ان دخل العرب مصر
+ محاولات و جهود إنعاش اللغة القبطية من القرن السابع الميلادى و حتى الآن :
+ إن الله لا يترك نفسه بلا شاهد فلم يترك الكنيسة القبطية تفقد تراثها بهذه البساطة بل كان من وقت لآخر يقيم مخلصا لهذه اللغة
1- عندما دخل الرب مصر فى سنة 641 م كان كل اهلها يتكلمون القبطية كما كان المثقفون منهم يجيدون اللغة اليونانية خصوصا اهل الاسكندرية و كتبة الدواوين الذين يستخدمون اليونانية فى الاعمال الرسمية
2- اللغة العربية تنافس القبطية فى القرن العاشر الميلادى : يمتاز القرن العاشر بكثرة المخطوطات القبطية المكتوبة خلاله باللهجة الصعيدية و بخاصة الرقوق التى اكتشفت فى الدير الأبيض وفى غيره من الجهات و لا شك أننا نلتقى هناك محاولة للنهوض باللغة القبطية و آدابها لاحياء ماضيها المجيد فى مواجهة اللغة العربية فى عصر مشوب بالاضطهاد و الفساد
3- القراءات الكنسية بالعربية الى جوار القبطية و وجود أقباط لا يعرفون سوى القبطية فى القرن الثانى عشر الميلادى
- قرارات البابا غبريال بن تريك
رغم القهر الذى تعرضت له اللغة القبطية فى القرن السابق حتى انه وجدت بين الأقباط جماعات لا تعرف سوى اللغة العربية إلا أن الشواهد التاريخية فى القرن الـ 12 تؤكد على وجود أقباط لا يعرفون اللغة العربية و هم حتما ينتمون إلى مناطق يسود فيها التحدث باللغة القبطية و هناك بطبيعة الحال فريق ثالث يجمع بين معرفة اللسانين القبطى و العربى
و قد واجه البابا غبريال بن تريك البطريرك الـ 70 ( 1131 – 1146 م ) هذا الوضع بقرار حكيم ضمنه قانونه الثالث الذى يوصى فيه كل واحد من الأساقفة بأن يعلم الشعب الذى يرعاه الصلاة الربانية و الأمانة المقدسة باللسان الذى يعرفونه و يفهمونه و المعروف أن البابا غبريال بن تريك ( 1131 – 1146 م ) هو أول من صرح بقراءة الأناجيل و الخطب و ما إليها باللغة العربية فى الكنائس و ذلك بعد تلاوتها بالقبطية و قد مهد هذا التصريح لظهور الكتب التى تاتى فيها النصوص القبطية متبوعة بترجمتها العربية و كذلك أيضا الكتب المكتوبة فى نهرين أى عمودين للصفحة الواحدة الأيسر للنص القبطى و الأيمن لترجمته العربية و ذلك ابتداء من القرنين الثالث عشر و الرابع عشر
- كما كان كاتب البابا غبريال بن تريك أسقف سرسنا لا يعرف الا القبطية و هذا له دلالة قوية و هو كان من شبين الكوم بالوجه البحرى معنى هذا انه كان يوجد بلاد بأكملها لا تعرف العربية او ما زالت تتكلم القبطية
- و فى عهد البابا يوحنا الخامس البطريرك 72 ( 1147 – 1167 م ) كان ابو الفخر بن ازهر من اعيان الأقباط يتكلم بالقبطية و يجادل اليهود بالعبرانية و يفسر للنصارى بالقبطية
4- الأقباط ينشطون فى التأليف باللغة العربية و يضعون كتب القواعد و المعاجم بالقبطية و العربية خلال القرنين الثالث عشر و الرابع عشر للميلاد
- حيث تراجعت القبطية امام العربية فى القرنين 13 و 14 و خصوصا فى القاهرة و الدلتا و ظهرت مؤلفات كنسية باللغة العربية مثل كتاب تاريخ البطاركة و الأديرة للشيخ المؤتمن ابو المكارم و القس أبو البركات بن كبر المتنيح سنة 1324م الذى كتب كتاب مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة و كتاب السلم الكبير
- و مع هذا استمر استعمال اللغة القبطية فى الصعيد و بعض بلاد الوجه البحرى
- و وجدنا فى القرن الـ 13 كتب ابو اسحق بن العسال السلم المقفى و الذهب المصفى و هو معجم قبطى و كتب اخوه ابو الفرج بن العسال مقدمة فى قواعد اللغة القبطية كما كتب الأنبا يوانس السمنودى مقدمة باللهجة البحيرية و أخرى بالصعيدية " سلم السمنودى" و " السلم الكنائسى "و فى القرن الـ 14 كتب شمس الرياسة او البركات بن كبر معجم" السلم الكمبير " ..... الخ
5- نصارى الصعيد يتكلمون القبطية بشهادة المقريزى فى القرن الخامس عشر كتب المقريزى ( المتوفى 441م ) فى كتابه المواعظ و الاعتبار فى ذكر الخطط و الآثار المعروف بخطط المقريزى الذى ذكر الصعيد على معرفة كبيرة باللغة القبطية و خاصة اللهجة الصعيدية
+ ومما يذكر أن المقريزى المؤرخ المسلم فى عصر المماليك بعد انحلال الإحتلال الفاطمى والأيوبى قد ذكر أن درنكة وهى من نواحى أسيوط ظل أهلها يستعملون اللغة القبطية بجانب العربية كتب المقريزى فى كتابه الخطط للمقريزى: " ودرنكة أهلها من النصارى يعرفون اللغة القبطية فيتحدث بها صغيرهم وكبيرهم بها ويفسرونها بالعربية "
6- القبطية لغة التخاطب فى بعض مناطق الصعيد فى القرن السادس عشر و حتى اوائل القرن السابع عشر للميلاد ، كما ذكر ذلك ماسبيرو فى 19 / 8 / 1908م و فى بداية القرن الثامن عشر كاد يندثر المتكلمون باللغة القبطية
- و قد ذكر فانسليب سنة 1673م انه وجد بين الأقباط من يتكلم بالقبطية حيث تقابل مع الأنبا يوأنس مطران أسيوط الذى عرفه بأحد أصدقائه و كان يتكلم بالقبطية فى مصر العليا
7- بقايا تراث التحدث باللغة القبطية خلال القرن الثامن عشر و التاسع عشر للميلاد و تراث الزينية فى القرن التاسع عشر و العشرين للميلاد
- فقد ظهرت مخطوطات فى القرن الـ 18 ابصلموديات و خولاجيات و خدمة الشماس و اجبيات نصوصها القبطية مكونة بحروف عربية و منها من ثلاثة انهر
- كما كان رجال الاكليروس لا يقدسوهن الا بالقبطية
- كما احتفظت بعض العائلات بالتحدث بالقبطية و تناقصت بالتدريج
- و من آخر المناطق التى عاشت فيها اللغة القبطية كانت مدينة قوص و نقادة كذلك فرشوط كانوا يتحدثون بالقبطية إلى القرن التاسع عشر
- الزينية قرية من توابع الأقصر تحتفظ إلي الآن بتقليد النطق الأصيل الصحيح للغة القبطية كما أنها من المعاقل الأخيرة التى تحتفظ ببقايا تراث عائلى للتحدث باللغة القبطية و قد زار البلدة بروفسور ورل مع د. فيسيشل من معهد الأبحاث الأثرية بجامعة ميتشجان الأمريكية سنة 1937م و ذكرا ان نجارا من أسيوط قد إلى الزينية منذ نحو 300 عام علم أهل البلدة التكلم بالقبطية و شخص آخر اسمه طنيوس من نقادة و توفى سنة 1886م و شخص ثالث اسمه محارب كان يتكلم القبطية هو و زوجته و كان للأب و الأم دور فى تعليم أولادهم القبطية
8- فى القرن التاسع عشر فى أيام البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح ( 1854 – 1861م ) درست القبطية مرة أخرى فى مدارس عديدة و انتعشت و بدأت فى النمو الازدهار .
- و كان البابا كيرلس الرابع لا يصرف رواتب شهرية من البطريركية إلا للقسوس الذين يتقنون خدمة القداس باللغة القبطية تشجيعا منه لهم على دراستها
- و كان يقاوم اى تقصير فى استخدام اللغة القبطية حيث عاب على الايغومانوس يوحنا تادرس الذى ترجم قداسا للعربية لشعب كنيسة الملاك البحرى حيث قال له " أنا و ابائى نبنى و انت تهدم !
و قد عين البابا كيرلس الرابع القمص تكلا لتدريس اللغة القبطية و الألحان و خلفه للغة القبطية المعلم عريان أفندى جرجس مفتاح
+ و هكذا نهضت هذه اللغة من كبوتها فى منتصف الجيل التاسع عشر حيث تنبه الأقباط إلى وجوب المحافظة على لغتهم و العمل على إحيائها فقامت هيئات و جماعات مختلفة بجهود مذكورة فى هذا السبيل كانت بها بعض النتائج و مما هو جدير بالذكر أن الكنيسة ساهمت ايضا فى هذه الحركة الخيرة فكانت تضمن مراسيم الزواج اخذ تعهد على العروسين بتداول اللغة القبطية هما و أولادهما بمنزلهما ما داما على قيد الحياة " ، فنبغ فيها كثيرون منهم عريان أفندى جرجس مفتاح المتوفى سنة 1888م والإيغومانس فيلوثاؤس رئيس الكنيسة الكبرى والقمص تكلا والمعلم قزمان , وبرسوم أفندي الراهب فى زمن البابا كيرلس الرابع الملقب بأبى الإصلاح فوضعوا فيها كتباً نافعة ونبغ فيها أيضاً عبد المسيح المسعودى وأقلاديوس بك لبيب والدكتور لبيب والدكتور إبراهيم حلمى ونجيب أفندى سمعان , ولا يزال النهوض نهوضاً بطيئاً لضعف الروح القومية عند مسيحى الأمة القبطية فى مصر .
9- فى القرن العشرين
- تراجع القبطية فى الاستخدام الكنسى
حيث تزايد استخدام اللغة العربية فى الصلوات الكنسية خلال القرن العشرين و حدث فى الخمسين سنة الماضية تدهورا ملحوظا فى استخدام اللغة القبطية فى الكنيسة سواء فى القداس أو فى التسبحة و هكذا ا أوشكت اللغة القبطية على الانقراض داخل الكنائس
- اهتم اقلاديوس يوحنا لبيب ( المتوفى سنة 1918م ) بإحياء التحدث باللغة القبطية و كانت مجهودات محدودة
- تأسيس معهد اللغة القبطية بالأنبا رويس ، اهتم الأنبا شنودة بتدعيم إنعاش اللغة القبطية و التحدث بها منذ رسامته أسقفا للمعاهد الدينية فى سنة 1962م
- لذلك أسس قداسة البابا شنودة الثالث معهد اللغة القبطية بالدور الثالث بالأنبا رويس بجوار الكاتدرائية الجديدة فى 9 ديسمبر 1976م و لا يزال هذا المعهد يواصل رسالته فى إحياء تراث اللغة القبطية و التحدث بها بلفظها الأصيل و أعداد جماعة من العلماء الأقباط يسهمون مع العلماء الأجانب فى الكشف عن تراث آدابنا القبطية الثمين و الحفاظ عليه و تنميته بكل همة و نشاط
+ + لماذا اللغة القبطية ؟
+ لا شك أن اللغة القبطية مهمة جدًا لكنيستنا و لا يمكن الاستغناء عنها و إلا لماذا حافظ عليها أباؤنا ؟ و لماذا ظلت الكنيسة متمسكة بها كلغة رسمية لهذا دعت نفسها الكنيسة القبطية ؟ و لماذا نقوم بدراستها ؟ ... لابد أن هناك أسبابا لذلك منها :
1- هذه اللغة هى التى تسلمنا بها المسيحية في مصر و لذلك لها منزلة خاصة فى قلب كل مسيحى مصرى .
2- و هى لغة أبائنا و اجدادنا و الخيط الذى يربطنا بالحضارة الفرعونية و القبطية القديمة ( تربطنا بالماضى )
3- و هى التى تحدد هوية القبطى ... كيف يكون قبطى و هو أو كنيسته لا يعرف القبطية و بالتالى فهى تميز القبطى عن أى مسيحى اخر .
4- تربطنا بكنيستنا و عقائدها و باتقانها نستطيع الدخول لعمق الكنيسة من خلال كتابات الآباء الأولين بالقبطية و اليونانية و هذا يثبت المعنى الحقيقى و الأصيل فى فكر القبط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث عن اللغة القبطية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث ميدانى عن التواصل اللغوى بين اللغة المصرية القديمة والحديثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى المسيحى للبحوث :: منتدى البحوث الجاهزة-
انتقل الى: